لا تعـذليهِ فإن العـشـقَ يُصبيهِ
شوقاً إلى غادةٍ بالحسـنِ تسـبيهِ
لا تعذلـيه إذا ما سار فـي لهفٍ
يمضي إلى مرجِ غاباتٍ سيُضنِيهِ
قد كان في سالفِ الأيام مُنفرداً
يطوي الفيافيّ في زهوٍ وفي تِيهِ
واليوم أثقلهُ حُبٌ يُحاصرهُ
ما بين تنهيدةٍ حرىَّ وتـمويهِ
قد كان مُمتـطياً للمجدِ همتِه
وليس ثمَّةَ غـيرُ السَّهـم ِ يبريهِ
واليوم فـي لُجَّةِ الأهواءِ مُنسـدراُ
يتيـهُ في قلبهِ خطبٌ سيُردِيهِ
كم قد دهتُه خطوبٌ مـا لها عددٌ
ومـا تحـدّرَ دمعٌ مـــن مآقيِه
واليوم في قـص ِ الأشواقِ منفطرا ً
إن غابَ عاشقه فالدمعُ يجـريهِ
سألت عنه الرؤى الخـضراءَ باسمـةً
ألا نظـرتِ إلى ما كان ماضيهِ ...؟!
سألتُ نجـماً بدا في الأفق ِ مُتَّشحاً..
حُزناً عميقاً وفي جنبيه ما فيهِ
هل كنتَ في سالـفِ الأيام ِ ترقبه..؟!!
وتسكبُ الدمعَ هـتاناً لتَرثيـِه ..؟!
أجابني .. إنني أبكي وفي كمدٍ
لما رأيتُ الذي قد كاد يرديهِ
عسى تعـودُ به الأيامُ ثانيةً
ورُبَّ عودٍ له الرحمنُ يسـديهِ ..