.

 

(رسالة إلى أبي فراس الحمداني)

 

أنا في منافي الريح..

يحملني الصليلُ فلا أراكْ..!!

وأعودُ أحملُ سيفي المكسور..

في صدري..

وفي عينيي غبارُ سنابكِ الأعداء..

تطحنني المسافةُ..

والمسافةُ لم تزل حبلى بها الراياتُ..

معركةٌ ستخوضها أخرى..

فلا تحلم بغير جماجم الأمواتِ..

غير تناثر الأشلاءْ..

يا أنتَ…

تاريخاً من اللأواءِ..

أزماناً تغادرك المدينة وحدها..

ما عدتَ مأوى الحادثات..

ولم تعد سلوىً لمن..

خطفَ المكان ولن يعود..

يا أنتَ..

تستلقي قصاصاتٌ من التاريخ..

حول سرير نومكَ..

والجميعُ هناك..

يرقبُ ما تريد…

الليل ممتدٌ على الساحاتِ..

يعبثُ بالرؤى..

والحلمُ يهتف لا مزيد..

لا أفقَ يبدو..

فاستتر بعباءة التاريخِ..

دثر رعِـدةَ اللقيا..

ولملم من جراحكَ..

ما تبقى من عيون الروم..

فالدروبُ لها أزيزٌ..

والمنافي لا تخونْ..

الليلُ ممتدٌ على الساحاتِ..

فاقرأ من ختام المسكِ..

كلا..لا فرار..

وأغرس بكل قواكَ سيفاً في المدى الأبدي..

صوتاً من صليل..!!