أستشرفَ المرفـأ من بعيد ..
آه .. ما زلتَ هناكَ أيها المرفأ متوقفًا منذ زمن..!!
كم هي الحياةُ قصيرة..؟!! وكم هي الغربةُ مُرَّة كطعم العلقم..؟!!
أرادَ أن يسابقَ المركبَ ليصلَ إلى المرفأ..
سيجدُ هناكَ من ينتظرُه.. أمه .. أباه .. إخوته.. وصديقهُ أحمد.
ألتفتَ يمينًا ويسارًا ... هل هذا هو المرفأ..؟!!!.
لم يصدق ما يرى .. لا أحدَ في انتظارِه..!!!.
لمحهُ عاملُ المرفأ العجوز، وعرفَ ما يدورُ في خاطره..
أقتربَ منه .. سدد له نظرات العتاب القاسية، وكلماتٍ مقتضبة:
- لقد وصلتَ متأخرًا جدًا .. لقد انتظروك طويلاً ..!! لكنهم الآن قد ذهبوا..!!
أستفسره بلهفة والحيرة تطلُ من عينيه: إلى أين ..؟!!
أدارَ له ظهرُه وهو يبتعدُ عنه، وكلماتُه تزلزلُ كيانَه:
- إلى العالمِ الآخر ..!.