.

 

كفكف دموعه المنسكبة على خديه، وخنق عبرة كادت أن تطيح بتوازنه ..

 

البكاء ليس للرجال .... هكذا قال جده ذات يوم..

 

دلف إلى بيته وهو يتحسس كل جزء فيه الكراسي.. الأسرة.. حتى الأواني مر عليها في طريقه... لكنه بيتٌ بدون روح..!!

 

مسح عن وجهه بقايا اللبن الذي رشقته به، وهو يضحك ملء فيه، عندما تذوقتِ القهوة التي تخصص في تجهيزها، ووضع لها الملح بدلاً من السكر..!!

 

فتح المفكرة التي تعودا أن يكتبا فيها مذكراتهما مساء كل يوم ...

 

تأمل خطها الجميل ... وكلماتها الرقراقة...

 

وجَّهَ نظره صوبَ الأفق .. ثم أكَّبَ على المفكرة..

 

تحدّرت الدموعُ من عينيه، وبللت الورقة الأخيرة التي كتب فيها:

 

يقولُ جدي: البكاءُ ليس للرجال..