.

 

حلاوة اللسان:

حلاوة اللسان..إن لم يكن معها صفاءٌ فـي القلبِ، ونقاءٌ فـي السريرةِ، وحمدٌ فـي السيرة، فهي نفاقٌ ظاهر، وخلقٌ ممقوت، وماء وجهٍ مراقٍ على قارعة الذل.

 

*   *   *   *

 

العَجب:

ليس العَجب ممن لا يعرف الله فلا يؤدي حقوقه، ولا حقوق الناس، وإنما العجبُ ممن يدعي معرفة الله، ولا يؤدي حقوق الناس.

*   *   *   *

 

هلكتَ وأهلكت:

إذا كثر شاكوكَ وقل شاكروك.. فُعد إلى نفسك فاخطمها بخطام الُمساءلة ولُمها بلائمة التقصير وقدها بزمام العزم، وأطرها على الحق أطرا، فقد جمحت مع الهوى وشطحت عن درب التُقى، فإن زممتها نجوت، وإن تركت لها الحبل على الغاربِ، هلكتَ وأهلكتْ.

 

*   *   *   *

 

دربٌ لا سالكَ فيه:

وقفت على درب الإخوة فإذا سالكوه كثير فإذا انعطفت إلى زقاق الوفاء، لم تجد إلا قلة منهم الثابت على ذلك، ومنهم من يحبو ومنهم من يكبو، ولا يصل إلى نهايته ناجٍ، وكأني بقول الشاعر:

ما أَكثَرَ الناسَ لا بَل ما أَقَلَّهُمُ   اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُل فَنَدا

إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها   عَلى كَثيرٍ وَلَكِن لا أَرى أَحَدا

ولم يتبق سوى إغلاق ذلك الدرب حتى إخاءٍ آخر..

 

*   *  *   *

 

فصام:

تأملتُ فـي أقوال الناس وأفعالهم، فوجدت الفصام النكد فيما بين ذلك.

والأدهى والأمر أن تجد  ذلك فيمن ينتسب إلى الدين ويلتف بجلباب الدعوة، ويظهرُ سمت واعظ، ويخفي جهامة عاصٍ، ويقصر ثوبه عن الكعبِ وما قصر لسانه عن الكذب، ويُطيلُ لحيته الكثة، وما أطال فـي درب الحق مُكثه، فهو لا يُسيء إلى نفسه وحسب، لهان الأمر ؛ ولكنه يُسيء إلى الدين الذي تستر بردائه، والدعوة التي ألتف بعمامتها، وما درى بأن الدنس فـي الثوب الأبيض ليس فـي غيره من الثياب، فإما أن يكون باطنه كظاهرهِ طاهراً، وإلا خلع لباس الزيف عن نفسه، ولبس ما شاء وفعل ما يشاء.