.


إليه متماهياً بين ذرات الوجدان حباً خالداً إلى الأبد..
فاصلة: تقاطعات الحياة تمر دون استئذان..!!
تتكرر الأيام لا يبقى لها من طعم إلا لحظات قضيناها مع من نحب..!!
آهٍ…يا من أحب…!! أين أنت..؟!!
بيني وبينك مفاوزٌ وقفار، وإن كنتَ في قلبي لا تبرح مكانك..!!
وصوتكَ يتردد على مسامعي بين يومٍ وآخر..!!
وصداه يجلجل في صدري إلى الأبد…!!
لن تغيب..!! وأنى لك أن تغيب..؟!!
تواسيني في ترحي، وتفرح لفرحي..!!
وتتداخل معي حلولاً بلا انفصال..
في تلك الليلة عندما زفوا إليَّ خبراً سعيداً، كنتَ أنت أول من سُقتُ إليه الخبر…
تمنيت لو كنتَ بجانبي أحضنكَ وأهنئك…
ويستكين صدري المنتفضُ فرحاً في حضنك الدافئ، تضمني إليك، ودموع الفرح تتلألأ بين عينيك، ولسانك يلهج: (( مباركٌ عليَّ..!!))
ألتفتُ يميناً ويساراً… لا شيء سوى الليل البليد، والريح العابثة بأطراف ردائي، والبرد الذي يتغلغل ارتعاشاتٍ فـي مفاصل جسدي..!!
وبكيتُ فرحاً وحزناً…!!
كيف جرى ذلك…؟!!!
لا أدري…
بكيتُ فرحاً بالخبر السعيد، وحزناً أن لا أجد من أحتفل معه…
لم أردْ طعاماً فاخراً، ولا شراباً مُـكلفاً..أو وليمة عامة…!!
لم أردْ سوى كلماتٍ دافئة تستمد منها مشاعر الفرح دفئاً ممتداً لأجل…!!
قبل أن تداهمها رياح الصَّـقيع..!!
أو يعلبها الجليد فرحةً لا معنى لها… كصورةٍ في إطارٍ مكسور..
وانتظرتُ وبحثتُ… فوجدته…!!
ذلك الأخ الذي أحببته كما أحببتك…
وإن كان حبك قد استولى على كامل مساحاتِ قلبي، ولكن ما زال هناك متسع…!!
انتظرته… حتى يأتي…
أريد أن أهنئه…لكن دون جدوى…
حتى جاء الوقت المناسب…
أحببت أن أجعلها مفاجأة له…!!
ولكنْ…عندما أردت أن أخبره أدار لي ظهره مولياً دون أدنى كلمة…!!
تكسرت المراراتُ في صدري… احتفل وحدك…
فليس هناك من يعبأ لك، أو يريد أن يسمعك..!!
وعدتُ إلى طيفكَ يحضنني ويهدهد انكسارات قلبي…
ويمسح بين أجفاني قطرات الدموع المتأرجحة بين الأعماق..!!
يهامسني: لا تحزن…أنا معك…
امسح دموعك… لا داعي للحزن…
اجعل قلبكَ مُـتسعاً كالبحر، صفوحاً كانسياب النهـر، نقياً كالسحاب…!!
لا تحـــزن…أنا معك…!!
إن لم يكن بجسدي فبروحي…!!
بأريج محبتي باتساع قلبي…!!
كفكف دموعكَ… ابتسم…
لا تحــزن… دعنا نحتفل…!!
 
صنعاء – 1/2/2008م.